الثلاثاء، ٧ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

أول زيارة لبالكسو إلى مدرسة أبو فلاح

تمّت يوم الخميس الموافق 18 آذار 2010 الزيارة الأولى لـ بالكسو لمدرسة ذكور أبو فلاح الأساسية في قرية أبو فلاح قضاء رام الله. هذه الزيارات تهدف لتعليم الأطفال الصغار كيفية استخدام أجهزة XO المحمولة وتوظيفها لتسهيل تعليمهم وجعله أكثر متعة. كانت زيارة بالكسو الأولى طويلةً، مشغولة ومتعِبةً لكن رؤية البسمة على وجوه الأطفال استحقت كلّ ذلك العناء.


توجهنا إلى مدرسة ذكور أبو-فلاح باكراً، وصلنا في الساعة العاشرة. كان لدينا 52 جهازاً بحاجة إلى التحديث، ولكن لم يكن لدينا سوى 12 أو 13 Flash Memory. استغرقت عملية التحديث وقتاً طويلاً، فبالوقت الذي انتهينا فيه من تحديث الأجهزة كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة. كنصيحة للزيارا ت القادمة يُنصح بتحديث الأجهزة قبل يوم من الزيارة، أو التواجد في المدرسة باكراً لعمل التحديث. بعد انتهاء عملية التحديث، توجّهنا إلى الصفوف لبدء الأنشطة. كان لدينا 52 طالباً موزعين على شعبتين. تجدر الإشارة إلى أنّنا كنا قد اتصلنا بوفد برازيلي قادم إلى رام الله في وقت مسبق، وقد رافقنا الوفد أثناء زيارتنا بدءاً من عملية التحديث حتّى دخولنا إلى الصفوف. كان البرازيليون سعيدين بالتقدّم الذي أحرزناه، وأخبرونا عن تجربتهم الناجحة مع OLPC في البرازيل، حتّى أنّهم رحبّوا بالإجابة عن أي سؤال يتعلّق بكرة القدم ;-).


هل التعامل مع أطفال الصف الثالث سهل وممتع؟ قطعاً لا؛ أثبتت التجربة أنّ الأطفال في هذا العمر لديهم طاقات لا تنتهي، يحبّون الحركة، اللعب وطرح الأسئلة الكثيرة... ليس من السهل السيطرة على الأطفال كما هو الأمر مع الكبار أو حتّى التأمّل أن يكونوا هادئين. لكنّ الشيء الوحيد الأكيد أن هؤلاء الأطفال سريعو التعلّم ومغرمون باستكشاف كلّ ما هو جديد. كان الأطفال سعداء بزيارتنا، وكانوا أكثر ابتهاجاً لقضاء وقت مع أجهزة ال XO. كان لدينا جدول لليوم، لكن وبسبب طبيعة الأطفال اظطررنا لتعديل مخططاتنا. حاول كلا الصفين القيام بأكبر قدر من الأنشطة المقرّرة لكن لم يستطيعوا إنهاء أكثر من نصف ما كان مقرّراً. على الرغم من ذلك، فقد كان الأطفال منهمكين في الأنشطة، إذ لم ينتظروا توجيهاتنا، بل كانوا توّاقين لاستكشاف الأنشطة بأنفسهم. كان بعض هؤلاء الأطفال سريعي البديهة، بينما كان البعض الآخر أقلّ ذكاءً لكن ما كان مهمّاً أنّه لم يكن هناك طفل واحد غير فاعل أو غير مستمع بالتجربة.


أخيراً، جاء وقت التقييم. قمنا بتوزيع استمارات التقييم على الأطفال ليعبّئوها. بعد ذلك سُمح للصفين بالمغادرة، وعاد الهدوء ليعمّ المكان.


كان هذا ملخصّاً عن زيارتنا الأولى، لكن هناك بعض النقاط التي تستحق الذكر. أولاً، سنحتاج في زياراتنا القادمة لمستلمزمات إضافية، هذه المستلزمات تتمثّل في Falsh-Memories، وصلات كهرباء وهدايا للأطفال. متطوعو بالكسو قاموا بإحضار هذه المستلزمات بأنفسهم ولكنها لم تكن كافية للعدد الذي شهدناه. ثانياً: قبل الزيارات، يتوجّب علينا الاتصال بمعلم/ة الصف للاضطلاع على ما يعرفه الأطفال مسبقاً على الأجهزة وذلك لتجنّب تكرار معلومات مأخوذة مسبقاً. لا شكّ أنّ هناك نقاطاً أخرى للذكر، ولكن في الوقت الحالي أكتفي بما سبق.


بقي شيء واحد لا بد أن يُذكر خلال هذا اليوم وهو أنّ هذه الرحلة ذكرتنا بمدى جمال فلسطين. لقد استمتعنا بالطريق المترافق مع الجبال الخضراء وأشجار الزيتون على مدّ النظر. تعرفنا أيضاً في هذا اليوم على العديد من القرى الجديدة ومخيم وبعض المستوطنات التي لم نعرف من قبل.


في النهاية، أودّ شكر مدرسة أبو فلاح لحسن استقبالهم لنا ممثلين بمديرها، مدرسيها، مدرساتها وطلابها. كما أودّ شكر الوفد البرازيلي على بذل قصارى جهدهم للتواجد معنا ودعمنا في هذا اليوم. وختاماً أودّ شكر (مرتبين هجائياً) أسماء، آية، أيمن، حنين، رشا، صفاء، محمد الخطيب، منار، ميساء ونورا الذين قاموا بالزيارة الفعلية اليوم وبالطبع تامر وعلاء لإشرافهم لجعل هذا اليوم حقيقة ملموسة. لا ننسى "أبو فاكر" الذي أقلّنا من وإلى مدرسة أبو فلاح.

 
  مترجم عن مقالة صفاء حلاحله بالإنجليزية.

الاثنين، ٦ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

زيارة مدرسة خالد بن الوليد بعقربة، نابلس

اليوم، ٢١ مارس ٢٠١٠، قمنا بزيارة المدرسة الثانية من المدارس الفلسطينية في الضفة الغربية. إكمالاً لزياراتنا للمدارس التي بدأت الخميس الماضي بزيارة مدرسة أبو فلاح في رام الله. اليوم قمنا بزيارة مدرستين، مجموعة ذهبت إلى مدرسة بدرس في رام الله وأخرى قامت بزيارة مدرسة خالد بن الوليد في عقربة، نابلس.

سأترك مجموعة بدرس لتفصلكم عن زيارتهم وسأكتفي بالحديث عن زيارتنا لمدرسة خالد بن الوليد.

لنحظا بانتباه الطلاب جربنا طريقة عرض جديدة عن طريق عرض واجهة سكر باستخدام جهاز عرض. هذا لم يكن سهلاً كما توقعنا، الطلاب انشغلوا بالأجهزة وكان من الصعب جذب انتباههم لأي شيء آخر خاصةً أنها أول مرة يستخدم فيها الطالب الجهاز!

١٣ متطوع غادروا بيرزيت حوالي السابعة والنصف صباحاً في سيارتين منطلقين مباشرةً إلى عقربة. أما أنا فتوجب علي أن أذهب إلى رام الله أولاً لأعطي فرقة بدرس بلايز والحلويات للأطفال وكان علي أن ألحق بفرقة عقربة. عمل المتطوعين على تحديث الأجهزة، تكلموا مع الطلاب، لعبوا كرة القدم معهم، حتى أنهم اسطفوا معهم في طابورهم الصباحي.


انضممت إلى الفريق متأخراً بعض الشيء، ذلك لأنه توجب علي أن أذهب إلى نابلس من ثم إلى عقربة. عند وصولي، كانوا على وشك أن يأكلوا بعض السندويشات التي احضرها الأساتذة ومدير المدرسة مع بعض المشروبات. هذا كان لطفاً وكرماً منهم وقد استمتعنا برفقتهم.

بعد ذلك بدأنا بالورشة. أعددنا جهاز العرض وبدأت سمر بتعليم الطلاب كيفية فتح الجهاز وكيفية تشغيله (كان الأطفال قد شغلوه وتعلموا الكيفية بأنفسهم!). بعد ذلك انتقلت لعرض الأربعة واجهات الرئيسية لسكر، وكيفية التنقل بين هذه الواجهات، مع شرح ما وظيفة كل واجهة. كل هذا أخذ بعض الوقت الإضافي لأنها كانت أول مرة للأطفال يستخدمون الجهاز. جميع المتطوعين كانوا حريصين على متابعة ومساعدة كل الأطفال للتمكن من تطبيق ما تشرحه سمر.



أحد المدرسين اقترح أن نخرج خارج المدرسة إلى مكان قريب يدعى "صيبرية"، مكان جميل مليئ بأشجار الزيتون وظلالها. لهذا قررنا أن نتجه إلى طريقة جديدة أسهل مأمتع لنا وللطلاب. كل متطوع شكل مشموعة من ٣ أو ٤ طلاب وجلسوا تحت شجرة وتدربوا على استخدام الإكس أو. هذه الطريقة سهلت على الطالب تلقي المعلومة وأعطتهم وقتاً كافياً للتعرف على الجهاز. خلال مشينا إلى صيبرية طلبت من مجموعتي أخذ بعض الصور والفيديو عن طريق الإكس أو، بعد قليل أحب الأطفال ذلك لدرجة أنهم بدأوا يطلبون أن يأخذوا صوراً لمعلميهم.


حصل الأطفال على الفرصة لتجربة واللعب بعدة برامج ونشاطات، من ضمنها: تكلم، اكتب، دردش، المتاهة، تذكر، سجل وارسم. بعض الأجهزة افتقدت بعض الفعاليات لسبب ما.

هذه المرة حصلنا على بعض الحلويات للأطفال، كانوا يحملونها بنفس اليد التي يحملون بها الإكس أو، وأكلوا منها خلال تجربتهم للإكس أو. بعد الإنتهاء، أخذنا الأطفال إلى المدرسة ثانيةً وأعطيناهم شاحن الإكس أو، طلبنا منهم تعبئة طلب التقييم بمساعدة من المتطوعين وأعطيناهم طلب تقييم آخر ليتم تعبئته من أهلهم. 



كانت هذه الزيارة من أجمل وأمتع الزيارات! كل شيء كان رائعاً ولم أتصورها أجمل من ذلك، على الرغم أننا فقدنا شنطة البلايز في نهاية اليوم (حوالي ٢٠ بلوزة في تلك الحقيبة). لم يكن لدينا الوقت للتجول في عقربة، ولكن كان رائعاً زيارتها، إنها مكان جميل وهناك الكثير  من الجبال والمناظر الخلابة.

لم تنتهي رحلتنا هنا. التقينا في رام الله بفرقة بدرس وأكلنا وجبة الغذاء في مطعم الآنجيلوز. كان ممتعاً جداً حتى أن بعض المتوعين وصفه ب "أفضل يوم في حياتي!". وأنا متأكد أن الأطفال قد حصلوا على نفس الشعور من مشاهدتنا لهم وهم يتعلكون مع أصدقاءهم عن الإكس أو.

نود أن نشكر جميع من شاركوا في هذا اليوم. نورا صالحي، سلام أبو ماخو، ألاء علان، لميس شالش، سهيل طاه، فائق الريماوي، أيمن قاروط، محمد الخطيب، سمر عايش، رهام عصام، أحلام سالم، أنس عبد الرازق، أنيسا يوسف، حنا قريطم، محمد نواهضة، عبدالحافظ صلاح، مراد طليب، سماح قيوي، ياسمين هاشم، عبير حماد، رايا. ومدير المدرسة وجميع المعلمين.





























كما ونود أن نشكر بعض الجهود الخاصة من: أيمن قاروط وصديقه لإحضار جهاز عرض، حنا قريطم لمساعدته في توفير جهازين عرض وتوفير قاعة ليوم التدريب ولأخذ الكثير من الصور الملهمة، تامر الخولي وعلاء أبو الندى للمساعدة في ترتيب الزيارة، ونورا صالحي لإعطاء اليوم التدريبي للمتطوعين.

كما ونود أن نشكر إكزالت للتكنولوجيا لشرائهم الحلويات للأطفال، الأطفال أحبوا الحلويات كما وأحببناها نحن أيضاً. ومركز ال ITC في جامعة بيرزيت لإعطائنا جهازين عرض.

تمت الترجمة من المقالة الإنجليزية التي كتبها محمد الخطيب.