تمّت يوم الخميس الموافق 18 آذار 2010 الزيارة الأولى لـ بالكسو لمدرسة ذكور أبو فلاح الأساسية في قرية أبو فلاح قضاء رام الله. هذه الزيارات تهدف لتعليم الأطفال الصغار كيفية استخدام أجهزة XO المحمولة وتوظيفها لتسهيل تعليمهم وجعله أكثر متعة. كانت زيارة بالكسو الأولى طويلةً، مشغولة ومتعِبةً لكن رؤية البسمة على وجوه الأطفال استحقت كلّ ذلك العناء.
توجهنا إلى مدرسة ذكور أبو-فلاح باكراً، وصلنا في الساعة العاشرة. كان لدينا 52 جهازاً بحاجة إلى التحديث، ولكن لم يكن لدينا سوى 12 أو 13 Flash Memory. استغرقت عملية التحديث وقتاً طويلاً، فبالوقت الذي انتهينا فيه من تحديث الأجهزة كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة. كنصيحة للزيارا ت القادمة يُنصح بتحديث الأجهزة قبل يوم من الزيارة، أو التواجد في المدرسة باكراً لعمل التحديث. بعد انتهاء عملية التحديث، توجّهنا إلى الصفوف لبدء الأنشطة. كان لدينا 52 طالباً موزعين على شعبتين. تجدر الإشارة إلى أنّنا كنا قد اتصلنا بوفد برازيلي قادم إلى رام الله في وقت مسبق، وقد رافقنا الوفد أثناء زيارتنا بدءاً من عملية التحديث حتّى دخولنا إلى الصفوف. كان البرازيليون سعيدين بالتقدّم الذي أحرزناه، وأخبرونا عن تجربتهم الناجحة مع OLPC في البرازيل، حتّى أنّهم رحبّوا بالإجابة عن أي سؤال يتعلّق بكرة القدم ;-).
هل التعامل مع أطفال الصف الثالث سهل وممتع؟ قطعاً لا؛ أثبتت التجربة أنّ الأطفال في هذا العمر لديهم طاقات لا تنتهي، يحبّون الحركة، اللعب وطرح الأسئلة الكثيرة... ليس من السهل السيطرة على الأطفال كما هو الأمر مع الكبار أو حتّى التأمّل أن يكونوا هادئين. لكنّ الشيء الوحيد الأكيد أن هؤلاء الأطفال سريعو التعلّم ومغرمون باستكشاف كلّ ما هو جديد. كان الأطفال سعداء بزيارتنا، وكانوا أكثر ابتهاجاً لقضاء وقت مع أجهزة ال XO. كان لدينا جدول لليوم، لكن وبسبب طبيعة الأطفال اظطررنا لتعديل مخططاتنا. حاول كلا الصفين القيام بأكبر قدر من الأنشطة المقرّرة لكن لم يستطيعوا إنهاء أكثر من نصف ما كان مقرّراً. على الرغم من ذلك، فقد كان الأطفال منهمكين في الأنشطة، إذ لم ينتظروا توجيهاتنا، بل كانوا توّاقين لاستكشاف الأنشطة بأنفسهم. كان بعض هؤلاء الأطفال سريعي البديهة، بينما كان البعض الآخر أقلّ ذكاءً لكن ما كان مهمّاً أنّه لم يكن هناك طفل واحد غير فاعل أو غير مستمع بالتجربة.
أخيراً، جاء وقت التقييم. قمنا بتوزيع استمارات التقييم على الأطفال ليعبّئوها. بعد ذلك سُمح للصفين بالمغادرة، وعاد الهدوء ليعمّ المكان.
كان هذا ملخصّاً عن زيارتنا الأولى، لكن هناك بعض النقاط التي تستحق الذكر. أولاً، سنحتاج في زياراتنا القادمة لمستلمزمات إضافية، هذه المستلزمات تتمثّل في Falsh-Memories، وصلات كهرباء وهدايا للأطفال. متطوعو بالكسو قاموا بإحضار هذه المستلزمات بأنفسهم ولكنها لم تكن كافية للعدد الذي شهدناه. ثانياً: قبل الزيارات، يتوجّب علينا الاتصال بمعلم/ة الصف للاضطلاع على ما يعرفه الأطفال مسبقاً على الأجهزة وذلك لتجنّب تكرار معلومات مأخوذة مسبقاً. لا شكّ أنّ هناك نقاطاً أخرى للذكر، ولكن في الوقت الحالي أكتفي بما سبق.
بقي شيء واحد لا بد أن يُذكر خلال هذا اليوم وهو أنّ هذه الرحلة ذكرتنا بمدى جمال فلسطين. لقد استمتعنا بالطريق المترافق مع الجبال الخضراء وأشجار الزيتون على مدّ النظر. تعرفنا أيضاً في هذا اليوم على العديد من القرى الجديدة ومخيم وبعض المستوطنات التي لم نعرف من قبل.
في النهاية، أودّ شكر مدرسة أبو فلاح لحسن استقبالهم لنا ممثلين بمديرها، مدرسيها، مدرساتها وطلابها. كما أودّ شكر الوفد البرازيلي على بذل قصارى جهدهم للتواجد معنا ودعمنا في هذا اليوم. وختاماً أودّ شكر (مرتبين هجائياً) أسماء، آية، أيمن، حنين، رشا، صفاء، محمد الخطيب، منار، ميساء ونورا الذين قاموا بالزيارة الفعلية اليوم وبالطبع تامر وعلاء لإشرافهم لجعل هذا اليوم حقيقة ملموسة. لا ننسى "أبو فاكر" الذي أقلّنا من وإلى مدرسة أبو فلاح.